صفاء للإبداع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
صفاء للإبداع

إجتماعي.علمي.ثقافي.صحي.إسلامي.أخبار.فرفشه.صور.رسم

المواضيع الأخيرة

» في خاطري شيء ..!؟
حاول ان تقرأها دون بكاء ...! Emptyالثلاثاء سبتمبر 06, 2011 8:09 am من طرف مَإنويتك بإلجفـِا

» أجمـ ـل و أروع (100) بيت من الشعر << اهداء لكل العشاق >>
حاول ان تقرأها دون بكاء ...! Emptyالإثنين أغسطس 16, 2010 2:51 pm من طرف عاشق الليالي

» أدري ماحد رحب فيه
حاول ان تقرأها دون بكاء ...! Emptyالأحد يونيو 06, 2010 3:39 pm من طرف زائر

» رسايل ترفع الضغط هااااااااااااااااااااااااااااااع
حاول ان تقرأها دون بكاء ...! Emptyالأحد يونيو 06, 2010 4:07 am من طرف الحب الدافي

» شرح كيف تسوي توقيع بالفوتي مع اغنيه
حاول ان تقرأها دون بكاء ...! Emptyالأحد يونيو 06, 2010 4:04 am من طرف الحب الدافي

» لعبة المشنقة تحدي بين البنات والشباب!!!!!
حاول ان تقرأها دون بكاء ...! Emptyالأحد يونيو 06, 2010 4:01 am من طرف الحب الدافي

» شرح بالفيديو كيف تسوي توقيع مع اغنيه لا يطوفكم
حاول ان تقرأها دون بكاء ...! Emptyالسبت أبريل 24, 2010 8:57 am من طرف ØµÙ…تي سؤال

» معلومات غريبة لا يعلمها الكثير من الناس‏
حاول ان تقرأها دون بكاء ...! Emptyالجمعة أبريل 23, 2010 10:39 am من طرف الحب الدافي

» حط مبلغ وشوف اللي بعدك وش يشتري فيه ^_^
حاول ان تقرأها دون بكاء ...! Emptyالجمعة أبريل 23, 2010 10:12 am من طرف الحب الدافي

التبادل الاعلاني


    حاول ان تقرأها دون بكاء ...!

    همسات عاشق
    همسات عاشق


    نقاط : 107
    السٌّمعَة : 1
    العمر : 29
    الموقع : حارة الرحاب فوق السحاب

    حاول ان تقرأها دون بكاء ...! Empty حاول ان تقرأها دون بكاء ...!

    مُساهمة  همسات عاشق الخميس مارس 18, 2010 1:48 pm

    بســمـ اللهالرحمــن الرحيــمـحاول أن تقرأها دون أنتبكي

    لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي.. ما زلت أذكرتلك الليلة .. بقيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات.. كانت سهرة مليئةبالكلام الفارغ.. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة... كنت أنا الذي أتولى في الغالبإضحاكهم.. وغيبة الناس.. وهم يضحكون .
    أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. كنتأمتلك موهبة عجيبة في التقليد .. بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخصالذي أسخر منه.. أجل كنت أسخر من هذا وذاك.. لم يسلم أحد منّي أحد حتى أصحابي.. صاربعضالناس يتجنّبني كي يسلم من لساني .
    أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيتهيتسوّل في السّوق... والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدريما يقول.. وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق ..
    عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة.. وجدت زوجتي في انتظاري.. كانت في حالة يرثى لها.. قالت بصوت متهدج: راشد.. أين كنتَ؟قلت ساخراً: في المريخ.. عند أصحابي بالطبع ..
    كان الإعياء ظاهراً عليها.. قالت والعبرة تخنقها : راشد... أنا تعبة جداً .. الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا ..
    سقطت دمعة صامته على خدها.. أحسست أنّي أهملت زوجتي.. كان المفروض أن أهتمبها وأقلّل من سهراتي .. خاصة أنّها في شهرها التاسع .
    حملتها إلى المستشفىبسرعة.. دخلت غرفة الولادة .. جعلت تقاسي الآلام ساعات طوال.. كنت أنتظر ولادتهابفارغ الصبر.. تعسرت ولادتها .. فانتظرت طويلاً حتى تعبت.. فذهبت إلى البيت وتركترقم هاتفي عندهم ليبشروني .
    بعد ساعة.. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم ذهبتإلى المستشفى فوراً.. أول ما رأوني أسأل عن غرفتها.. طلبوا منّي مراجعة الطبيبةالتي أشرفت على ولادة زوجتي .
    صرختُ بهم: أيُّ طبيبة ؟! المهم أن أرى ابني سالم .
    قالوا، أولاً راجع الطبيبة ..
    دخلت على الطبيبة.. كلمتني عن المصائب .. والرضى بالأقدار .. ثم قالت: ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر !!
    خفضت رأسي.. وأنا أدافع عبراتي .. تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى الذي دفعته فيالسوق وأضحكت عليه الناس .
    سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجماً قليلاً.. لاأدري ماذا أقول.. ثم تذكرت زوجتي وولدي .. فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لأرىزوجتي ..
    لم تحزن زوجتي.. كانت مؤمنة بقضاء الله.. راضية. طالما نصحتني أن أكفعن الاستهزاء بالناس.. كانت تردد دائماً، لا تغتب الناس ..
    خرجنا من المستشفى،وخرج سالم معنا. في الحقيقة، لم أكن أهتم به كثيراً. اعتبرته غير موجود في المنزل. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام فيها . كانت زوجتي تهتم به كثيراً، وتحبّهكثيراً. أما أنا فلم أكن أكرهه، لكني لم أستطع أن أحبّه !
    كبر سالم.. بدأيحبو.. كانت حبوته غريبة.. قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي.. فاكتشفنا أنّه أعرج. أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر. أنجبت زوجتي بعده عمر وخالداً .
    مرّت السنوات وكبرسالم، وكبر أخواه. كنت لا أحب الجلوس في البيت . دائماً مع أصحابي. في الحقيقة كنتكاللعبة في أيديهم ..
    لم تيأس زوجتي من إصلاحي. كانت تدعو لي دائماً بالهداية. لم تغضب من تصرّفاتي الطائشة، لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالمواهتمامي بباقي إخوته .
    كبر سالم وكبُر معه همي. لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيلهفي أحدى المدارس الخاصة بالمعاقين. لم أكن أحس بمرور السنوات. أيّامي سواء .. عملونوم وطعام وسهر .
    في يوم جمعة، استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً. ما يزالالوقت مبكراً بالنسبة لي. كنت مدعواً إلى وليمة . لبست وتعطّرت وهممت بالخروج. مررتبصالة المنزل فاستوقفني منظر سالم. كان يبكي بحرقة !
    إنّها المرّة الأولى التيأنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان طفلاً. عشر سنوات مضت، لم ألتفت إليه. حاولت أنأتجاهله فلم أحتمل. كنت أسمع صوته ينادي أمه وأنا في الغرفة. التفت ... ثم اقتربتمنه. قلت: سالم! لماذا تبكي؟ !
    حين سمع صوتي توقّف عن البكاء. فلما شعر بقربي،بدأ يتحسّس ما حوله بيديه الصغيرتين. ما بِه يا ترى؟! اكتشفت أنه يحاول الابتعادعني!! وكأنه يقول: الآن أحسست بي. أين أنت منذ عشر سنوات ؟! تبعته ... كان قد دخلغرفته. رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه . حاولت التلطف معه .. بدأ سالم يبينسبب بكائه، وأنا أستمع إليه وأنتفض .
    أتدري ما السبب!! تأخّر عليه أخوه عمر،الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد. ولأنها صلاة جمعة، خاف ألاّ يجد مكاناً في الصفالأوّل. نادى عمر.. ونادى والدته.. ولكن لا مجيب .. فبكى .
    أخذت أنظر إلى الدموعتتسرب من عينيه المكفوفتين. لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه. وضعت يدي على فمه وقلت: لذلك بكيت يا سالم !!..
    قال: نعم ..
    نسيت أصحابي، ونسيت الوليمة وقلت: سالملا تحزن. هل تعلم من سيذهب بك اليوم إلى المسجد؟قال: أكيد عمر .. لكنه يتأخردائماً ..
    قلت: لا .. بل أنا سأذهب بك ..
    دهش سالم .. لم يصدّق. ظنّ أنّيأسخر منه. استعبر ثم بكى. مسحت دموعه بيدي وأمسكت يده. أردت أن أوصله بالسيّارة. رفض قائلاً: المسجد قريب... أريد أن أخطو إلى المسجد - إي والله قال لي ذلك .
    لاأذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد، لكنها المرّة الأولى التي أشعر فيهابالخوف والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية. كان المسجد مليئاً بالمصلّين،إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل. استمعنا لخطبة الجمعة معاً وصلىبجانبي... بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه ..
    بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالممصحفاً. استغربت!! كيف سيقرأ وهو أعمى؟ كدت أن أتجاهل طلبه، لكني جاملته خوفاً منجرح مشاعره. ناولته المصحف ... طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف. أخذت أقلبالصفحات تارة وأنظر في الفهرس تارة .. حتى وجدتها .
    أخذ مني المصحف ثم وضعهأمامه وبدأ في قراءة السورة ... وعيناه مغمضتان ... يا الله !! إنّه يحفظ سورةالكهف كاملة !!
    خجلت من نفسي. أمسكت مصحفاً ... أحسست برعشة في أوصالي... قرأتوقرأت.. دعوت الله أن يغفر لي ويهديني. لم أستطع الاحتمال ... فبدأت أبكي كالأطفال. كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة ... خجلت منهم فحاولت أن أكتم بكائي. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق ...
    لم أشعر إلا ّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسحعنّي دموعي. إنه سالم !! ضممته إلى صدري... نظرت إليه. قلت في نفسي... لست أنتالأعمى بل أنا الأعمى، حين انسقت وراء فساق يجرونني إلى النار .
    عدنا إلىالمنزل. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم، لكن قلقها تحوّل إلى دموع حين علمت أنّيصلّيت الجمعة مع سالم ..
    من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد. هجرترفقاء السوء .. وأصبحت لي رفقة خيّرة عرفتها في المسجد. ذقت طعم الإيمان معهم. عرفتمنهم أشياء ألهتني عنها الدنيا. لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر. ختمت القرآن عدّةمرّات في شهر. رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من النّاس. أحسست أنّي أكثر قرباً من أسرتي. اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيونزوجتي. الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم. من يراه يظنّه ملك الدنيا وما فيها. حمدت الله كثيراً على نعمه .
    ذات يوم ... قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلىأحدى المناطق البعيدة للدعوة. تردّدت في الذهاب. استخرت الله واستشرت زوجتي. توقعتأنها سترفض... لكن حدث العكس !
    فرحت كثيراً، بل شجّعتني. فلقد كانت تراني فيالسابق أسافر دون استشارتها فسقاً وفجوراً .
    توجهت إلى سالم. أخبرته أني مسافرفضمني بذراعيه الصغيرين مودعاً ...
    تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلالتلك الفترة أتصل كلّما سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي. اشتقت إليهم كثيراً ... آآآه كم اشتقت إلى سالم !! تمنّيت سماع صوته... هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذسافرت. إمّا أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم.
    كلّما حدّثت زوجتيعن شوقي إليه، كانت تضحك فرحاً وبشراً، إلاّ آخر مرّة هاتفتها فيها. لم أسمع ضحكتهاالمتوقّعة. تغيّر صوتها ..
    قلت لها: أبلغي سلامي لسالم، فقالت: إن شاء الله ... وسكتت ...
    أخيراً عدت إلى المنزل. طرقت الباب . تمنّيت أن يفتح لي سالم، لكنفوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره. حملته بين ذراعي وهو يصرخ: بابا .. بابا .. لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت .
    استعذت بالله من الشيطانالرجيم ..
    أقبلت إليّ زوجتي ... كان وجهها متغيراً. كأنها تتصنع الفرح .
    تأمّلتها جيداً ثم سألتها: ما بكِ؟قالت: لا شيء .
    فجأة تذكّرت سالماًفقلت .. أين سالم ؟خفضت رأسها. لم تجب. سقطت دمعات حارة على خديها ...
    صرخت بها ... سالم! أين سالم .. ؟لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقولبلغته: بابا ... ثالم لاح الجنّة ... عند الله ...
    لم تتحمل زوجتي الموقف. أجهشت بالبكاء. كادت أن تسقط على الأرض، فخرجت من الغرفة .
    عرفت بعدها أن سالمأصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين فأخذته زوجتي إلى المستشفى .. فاشتدت عليهالحمى ولم تفارقه ... حين فارقت روحه جسده ..
    إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت،وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا اللهإذا بارت الحيل، وضاقت السبل،وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا اللهلا اله الا الله رب السمواتالسبع ورب العرش العظيم

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 7:17 am